عيون المها مشرفه عامه تانى
عدد الرسائل : 80 العمر : 38 العمل/الترفيه : خريجة محاسبة المزاج : هيصة السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 21/09/2008
| موضوع: الاغنية الشعبيه في فلسطين الأربعاء سبتمبر 24, 2008 2:13 pm | |
| الأغـنية الشـعبـيـة فـي فـلسـطين نهاد حميد مستخلص في هذه الدراسة، مرور سريع على ملامح الأغنية الشعبية الفلسطينية وميزاتها، وأنواعها، حيث الأغنية الخاصة بالأطفال وأغنيات لمناسبات الخطبة والزفاف وأخرى المتعلقة بالمهن والأعمال•• والأغاني الشعبية الراقصة التي غالباً ما تؤدى أثناء الدبكة مترافقة بعزف على الأرغول أو المجوز، إضافة إلى انعكاس الحالة النضالية الفلسطينية اليومية على الأغنية الشعبية مما حمل الأغنية الشعبية ملامح وطنية• مقدمة يعود مصطلح الفولكلور إلى أصول إنكليزية، وهو يعني(حكمة الشعب) أو (المعرفة الشعبية) وقد انتشر هذا المصطلح في العالم أجمع وصار له معنيان: الأول: الفنون و الآداب التي تصدر عن شعب ما من الشعوب• الثاني: العلم الذي يختص بدراسة هذه الآداب و الفنون• و دراسة التراث( الفلكلور) علم يقوم به باحثون مختصون، و في حالة الشعب الفلسطيني فإن الاهتمام بالتراث له بعد وطني نضالي، ذلك أن العدو الصهيوني الذي احتل أرض فلسطين ونفى وجود شعب فلسطيني على هذه الأرض يسعى حثيثاً لتزوير هذا التراث و سرقته، بل وادعائه لنفسه، و هو بذلك يرسخ احتلاله للأرض و يحاول إيجاد جذور له في المنطقة العربية• هذا إضافة إلى البعد التوثيقي للقضية الفلسطينية• و الأغنية الشعبية الفلسطينية جزء من تراث و ذاكرة الشعب الفلسطيني، وتؤكد على أصالة هذا الشعب ومدى التصاقه بوطنه وأرضه وامتداد جذوره فيها، وعلى أهمية هذا الموضوع فقد ظلت دراسة التراث عملاً فردياً يتولاه باحثون فلسطينيون مختصون في إحياء التراث في غياب مؤسسات ثقافية تعنى بهذا الموضوع• ملامح الأغنية الشعبية الفلسطينية ولدراسة الأغنية الشعبية في فلسطين يجب ملاحظة أن الشعب الفلسطيني لا يعيش بمعزل عن الشعوب العربية الأخرى، ولذلك فإن الأغنية الشعبية المنتشرة في فلسطين منتشرة كذلك في البلاد العربية وخاصة في بلاد الشام، إن هذا الانتشار لا يلغي بعض الملامح الخاصة بالأغنية الشعبية الفلسطينية، و لعل أهم هذه الملامح: 1ـ الأرض والبيئة، ففلسطين تتمتع بجمال في طبيعتها، وقدسية دينية في أرضها، وقد كان أثر ذلك واضحاً على الأغنية الشعبية، فبرزت نبرة الحنين والشوق إلى الوطن وخاصة إثر نكبة عام 1948م وتشرد الشعب الفلسطيني خارج وطنه، فلا تكاد مناسبة تخلو من الحنين إلى الوطن سواء كانت تشييع شهيد أو زفة عريس أو أية مناسبة أخرى: عـلى دلعـونـة عـلى دلعـونـة بـي بـي الغـربـة الـوطـن حـنونـا 2ـ من ملامح الأغنية الشعبية في فلسطين أنها تستقطب كافة فئات الشعب (المدني ـ الفلاحي ـ البدوي) ، ولعل الأدب الشعبي الفلسطيني يخلو من خصوصية البيئة، فغالبية الأغاني الشعبية الفلسطينية معروفة و متداولة في مختلف أنحاء فلسطين: من سـجن عكا و طلعت جـنازة محـمد جمجـوم و فـؤاد حجـازي جــازي عليهم يـا ربي جــازي المنـدوب السـامي وربعـه عـموما فالأغنية التي تبدأ بهذا المقطع والتي تؤرخ لاستشهاد أبطال فلسطين (عطا الزير، محمد جمجوم، فؤاد حجازي) عام 1930 على سبيل المثال تنتشر في مناطق فلسطين كلها• 3ـ تنوع الأغاني الشعبية و كثرة أنواعها الفنية فمنها (الشروقي - العتابا - الترويدة..) وسوف نستعرض لاحقاً نماذج لهذه الألوان الفنية • 4ـ تلتزم بعض الأغاني من حيث بنيتها الفنية ببحور الشعر العربي المعروفة، فمثلاً العتابا منظومة على البحر الوافر، و التحداية تنظم على البحر الكامل، والشروقي تنظم على البحر البسيط أو الرجز أو الوافر• و التزمت كذلك بالألحان العربية المعروفة (البيات ـ السيكا ـ الصبا..) • أنواع الأغنية الشعبية الفلسطينية يمكن تقسيم الأغاني الشعبية وفق مناسباتها إلى : ـ أغاني الطفولة: الميلاد ـ الختان ـ الألعاب ـ النوم.. ـ أغاني المناسبات الدينية: عيد المولد النبوي ـ رمضان ـ زيارة القبورـ الحج.. ـ أغاني الخطبة والزواج • ـ أغاني العمل: الصيد ـ الحصاد ـ جني الثمار.. أما من حيث نوعها فتقسم الأغنية الشعبية الفلسطينية إلى: أولاً: الموال بفرعيه العتابا و الميجانا 1ـ العتابا: و يقال إن أصولها تعود إلى أيام الدولة العباسية، و هي بشكل عام تنظم على البحر الوافر (مفاعلتن ـ مفاعلتن ـ فعولن): شـربنا من زلال المـاء و الصـاف كـرمتوا الضـيف حتى راح و صاف خـليلي منظر الإخـوان و الـصف بـقـلبي وســعــت الكــم رحــاب 2ـ الميجـانـا: يـلتـزم مـوال الميـجـانا عـموماً ببحـر الـرجـز (مستفعلن ـ مستفعلن ـ مستفعلن) يـا ميجـانا يـا ميجـانا يـا ميجـانا الله معـاهم ويـن ما راحـوا حـبابـنا يـا ميجـانا يـا ميجـانا يـاميجـانا زهـر الـبنـفـسـج يا ربيـع بـلادنـا ثانياً: الشروقيات وهي قصائد شعبية مطولة ويرجح الكثيرون أن أصولها ترجع إلى العصر الأندلسي وعصور الانحطاط• وتتميز الشروقيات عن سواها بثلاث سمات: 1ـ هي قصائد قد تمتد الواحدة منها إلى مئة بيت من الشعر أو يزيد• 2ـ غالباً ما تنظم على تفعيلة البحر البسيط (مستفعلن ـ فاعلن ـ مستفعلن ـ فعلن)• 3ـ مـوضوع القصيدة هو عـبارة عن حكـايـة أو أقـصوصة قد تكـون حـقيقية أو من نسـج الخـيال• و من القصائد الشروقية هذه القصيدة التي تتحدث عن مشاعر أحد المناضلين المعتقلين في سجون الانتداب البريطاني ليلة تنفيذ حكم الإعدام به ، ومطلعها: يا ليل خلي الأسير تيكمل نواحـو رايـح يفيق الفجـر و يرفـرف جـناحو تايمرجح المشنوق من هبة رياحو وعــيـون بالزنـازين بالسـر ما بـاحو ثالثاً: التحداية و يقال لها الحداء و تنتشر في فلسطين بشكل واسع، و عادة ما يغنى الحداء في الأعراس مترافقاً مع الدبكة و التصفيق و تبدأ أشعار الحداء بعبارة ( يا حلالي يا مالي): صلوا على الهادي و احنا أصحاب الطعان يـا حـلالي يـا مـالي فينا محمد و المسيح و عنتر و عمر الجنان يـا حـلالي يـا مـالي نحمي الأرض بالدم و الأرواح بكل الإيمان يـا حـلالي يـا مـالي رابعاً: الزجــل و ينتشر هذا النوع من الغناء الشعبي في شمال فلسطين و كذلك في لبنان، و يمكن القول: إن أصوله تعود إلى الأدب الأندلسي و الأدب العربي في المغرب، و الزجل نوعان (المعنَّى والموشح) • أما المعنَّى فإنما سمي كذلك نظراً لما تحمله الأغنية من أنين وحزن، ومثال ذلك: درب الـعــيـن بنـعــرفـهـا كـــلها شـــجــر زيــتـــون وحـاجي تعـن وحاجي تنوح بكـــرة الـعـودة يا عــيـونــي تــــــــــررررررررررم هـــيهــات يـا ابــن الـعــــم أما الموشح وهو طبعاً ذو أصول أندلسية، وانتشاره في فلسطين قليل إذا ما قيس بغيره من الأغنيات الشعبية وغالباً ما يستخدم في المناسبات الدينية: مـين اللي انشــق القـمـر لطلعتـه البهـية نـبـــينــا الـعــدنـــان ربـي اللي وهـبه الكـوثر و الجـنة العـلية صـاحـــب الأمــانــــة صلوا عاللي النبع فجر من اصبعه الثـرية صـلـينـا بالإحـــســان خامساً: أعاني الرقص الشعبية و هذه الأنواع الغنائية التي ترافق الرقصات و الدبكات الشعبية في الأعراس والمناسبات السعيدة، تترافق أيضاً مع إيقاعات موسيقية إما على الأرغول أو المجوز أو الطبل• و هي أنواع كثيرة ( الجفرة ـ ظريف الطول ـ المطوع ـ الفرعاويةـ الترويدة) 1ـ الجفـرة: و يترافق هذا النوع من الغناء مع الدلعونا، و يؤدى أثناء الدبكة وتستخدم معها آلة (القصبة) الموسيقية• وأصل أغنية الجفرة يعود إلى القبائل العربية، و تذكر هذه الأغاني في سيرة بني هلال الشعبية• ومثالها: جفرة و يا هالربع وتصيح يا عمامي ما بوخـد منهم حـدا لو كـسروا عـظامي إن كان الجيزة غصب وبشرع الإسلام لارمـي حـالـي بالبحـر للسـمك بـالمـيا 2ـ ظريف الطول: و هو من الأغاني المرافقة للدبكة و يرافقها الأرغول أو المجوز أو الشبابة، و هو مثل الجفرة من أصل عربي بدوي • وينظم هذا الغناء على بحر الرمل• ومثاله: ياظريف الطـول وين رايـح تـروح وجـرحت قـلبي و غـمـقـت الجـروح و اللي يهوى البيض لا بد ما يسوح لـو كـان عـقلـه بالجـبال مـوزونــا 3ـ الفرعاوية: وتؤدى مع الدبكة و لكن دون استخدام آلة موسيقية• و تختلف الفرعاوية عن سواها من حيث التكوين الفني فهي تتألف من مقطع واحد و عادة ينظم على بحر الرجز• وهذه الأغاني تبدأ بـ: وهاي دار العز واحنا رجالها• 4ـ الترويدة: وهو لون غنائي عربي قديم، وينتشر بين العشائر البدوية في فلسطين أكثر من انتشارها في المدينة و الريف• و تقوم النساء عادة بغناء الترويدة احتفالاً بالنصر أو الزفـاف• والتـرويـدة مكـونـة من مقطـعين نظـما عـلى بحـر الـرجز ولا تلتزم القصيدة بقافية موحدة• يـا مـيـمتي حـــس الفـرس وهـمهـمـت حــمـرا وروس ردانـها طـوبـاس يا ميمتي عريسنا نـزل الـزفـة جـوعـان وديـت لـه مـيـتـين وزة محـمـرة يا ميمتي عريسنا نـزل الزفة وما تحــمم وديـت لـه مـيـتـين فـلقـة مـطـيبـة يتغسـل و يغسـل جـميع الشـبان 5ـ المطوع: المطوع هو فن غنائي مستقل عن أغاني الدبكة وهو لا يلتزم بشكل فني محدد وثابت فليس لها قافية واحدة، و ليس للقصيدة مضمون موحد فربما اقتصرت القصيدة على أبيات قليلة بصورة خاطرة، و ربما أخذت صورة قصيدة طويلة، و القصيدة مؤلفة من مقاطع مختلفة في عدد أشطرها• ومثال ذلك: وسـجـل يـا قـرن العشـريـن ع الـلي جـرى بفـلسـطـين ثــلث ســـــنين باللــيالــي مــا نـمـنــا بالعــلالــي واحـنا بــروس الجـــبـــال للـحــرب مســتعــديــن أغاني الأطفال تشكل أغاني الأطفال عنصراً مهماً من عناصر الأغنية الشعبية ، ولا نستطيع أن نتجاوز أغاني الطفولة و نحن نبحث في الأغنية الشعبية الفلسطينية• فالأغنية ترافق حياة الطفل من ولادته وحتى يبلغ مرحلة الرجولة مروراً بأغاني الألعاب وأغاني المناسبات وما سوى ذلك• فمع ولادة الطفل تبدأ النساء بإطلاق المهاهاة فرحاً بالمولود وسلامة أمه: ايـه ويـها جـابـت و قـامـت ايـه ويـهـا ع فـــراشــها مــا نـامـت ايـه ويـها الـك الحـمد يـا رب ايـه ويـهـا ومـا شـمتت فـيها شـامـت و عندما يكبر الطفل قليلاً يحتاج إلى الأغاني التي تساعده على النوم وعادة ما تكون هذه الأغنيات على شكل الهدهدة و التهاليل الممتزجة بشيء من الحزن مما يهيئ الطفل للنوم: نــامــت عـيـونــك وعــيون الحــق مـا نـامـــت ومــا ظـلـت شــدة عــلـى مخــلــــوق ودامــت و إذا ما أرادت الأم أن تُلعِّب ابنها فإنها تغني له: ع التــش التــش التــش أمــك عـجــوز وهــرشــة وأبـوك شـيخ مـدحـدح بــيـجــوزك وبـيــفـــرح و يلاحظ أن الأغاني التي تغنى للطفل في مراحل طفولته الأولى لا تحمل أي مضمون أو فائدة ما عدا تلك الأنغام التي يتجاوب معها الطفل• و في مرحلة متقدمة من الطفولة تحمل الأغاني مضموناً أو قصة بسيطة: أرنـب أرنـب تحـت التـوت عـم ينــازع عــم يمــوت قــالـت أمـــــه ويـنـــه ضـربــه تخـلع عــيــنـه وللطفل أغنيات يؤدها بنفسه عندما يكبر ويصبح قادراً على النطق و الكلام و التعبير، وكل مناسبة تمر على الطفل لها أغنياتها الخاصة بها، ونأخذ مثلاً على ذلك أغاني الشتاء: شــتي يا دنـي شـتي عـــلى صـلعـة ســتـي ســتي جـابت صـبي ســمتـــه عــبد الــنبـي حــطتــه بالطـنجـرة طلـــع حـــن مجــــدرة حــطـتـه بالبـيــــر طلـــع راســـه كــبـيـر و من أغاني رمضان: يـا مفــطـر يــا بـــــم يـــا بــــزاق الــــــدم دمـــك دم الخــنـازيـر عــلقــوك بـالجـنــازيـر و هكذا تستمر أغاني الطفل في كل المناسبات وعادة فإنه ليس لهذه الأغنيات أي سياق منطقي أو قصة محبوكة و إنما هي كلمات من وحي المناسبة، تجمع بينها المناسبة واللحن ليس إلا• الأغنية الوطنية لم تتبدل الأغنية الشعبية جراء نكبة فلسطين وتشرد الشعب الفلسطيني خارج وطنه عام 1948م فقد حافظت على شكلها ومضمونها و تنوعها، غير أنها بدأت تأخذ منحى وطنياً واضحاً• و انعكست حياة التشرد و اللجوء بداية و فيما بعد حالة الثورة والتمرد على الأغاني الشعبية الفلسطينية، وقد تميزت المرحلة الأولى بعد النكبة بالحنين و الشوق إلى الوطن و الديار، و هنا نأخذ مثالين على ذلك: يـا ويلي ويـن اللي يحـرر وطـنا يا ذكـره بـالملـك شعـشـع وطـنـا لا بــد يـرجــــع هـو ووطـنـــا ولو نجــوم السمـا بتسـكـب طـناب اسرائيلي روح لجـروحـك دويلـها وطــبــول الـعــرب زادت دولـهـا بني صهيـون فلتســـــقط دولها وتعـيـش الـوحـدة مـا بـين العـرب أما بعد انطلاقة الكفاح المسلح الفلسطيني عام 1965 فقد تغيرت لهجة اليأس و الحزن عند الفلسطيني لتحل محلها لهجة الإصرار على الثورة و الثأر• و نعرض مثالين لذلك: يا يمه هاتي سـلاحي تآخذ بثاري أخوي استشهد يمه من شـان الديـار لا تحزني يا زينة والله ما في صبار بالواحد أقتل مية من جـيـش النازيـة جفرا و هي يالربع جفرا جفراوية ماشيين حتى النصر على الصهيونية تماماً مثلما انعكست القضية الفلسطينية على الأغاني الشعبية و المناسبات الاجتماعية والعائلية لدى الكبار فإنها انعكست على الأطفال فظهرت الكثير من الأغنيات ذات المحتوى الوطني: شــتي يا دنيــــــا ع الطين اللـــه يســـــاعد فلســــطين فلسطين بلادنا و اليهود كلابنا ما بتحل المشاكل إلا بضرب القنابل طاق طاق طاقية فلسطين عربية من الصعب الإحاطة بالأغنية الشعبية في فلسطين بصورة كاملة نظراً لامتداداتها في عمق تاريخ الشعب الفلسطيني و المنطقة العربية عموما، و كذلك لأنها ما زالت مستمرة و متطورة، لكننا بذلك نكون قد ألقينا الضوء على هذه الأغنية و أنواعها و أشكالها الفنية، و نأمل أن نكون قد وفقنا بذلك• | |
|